فلسطين ... عربية


العدد 83 من مجلة الدراسات الفلسطينية 

ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺳﻠﻄﺘﻲ ﺭﺍﻡ ﺍﷲ ﻭﻏﺰﺓ ﺟﺮﺣﺎً ﺑﻠﻴﻐﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﺜﺨﻦ ﺑﺎﻟﺠﺮﻭﺡ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﺛﺮ ﻫﺬﺍ 
ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻞّ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺍﻟﺰﺍﺣﻒ، 
ﻭﻏﻄﺮﺳﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻼء، ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻜﺒﺔ ﻣﺴﺎﺭﺍً ﻣﺴﺘﻤﺮﺍً. 
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻟﻴﺲ ﻭﻟﻴﺪ ﺗﻀﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺑﺎﺕ ﺍﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ 
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﺑﻌﺪ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺃﻭﺳﻠﻮ، ﻭﻓﻲ ﺗﻬﻤﻴﺶ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺢ ﺑﺘﺤﻮﻳﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ 
ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ. ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﻣﺮﺟﻌﻴﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، ﺗﺠﺮﻱ 
ﻣﻨﺬ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﺰﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ "ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ"، ﻳﻘﺪﻡ ﺟﻤﻴﻞ ﻫﻼﻝ 
ﻗﺮﺍءﺓ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺗﺼﻠﺢ ﻷﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺟﺪﻳﺔ ﺳﻌﻴﺎً ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻣﺄﺯﻕ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ. 
ﺇﻥ ﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻟﻠﻤﺄﺯﻕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﺃﻭﻗﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺄﺯﻗﻬﺎ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺒﺮﺕ 
ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻏﺰﺓ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 2009/2008، ﻭﻣﺎ ﻛﺸﻔﺘﻪ "ﺍﻟﺸﱢﺮﻋﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ"، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﻨّﺪﻫﺎ 
ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻱ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ، ﻓﻜﺮﻳﺎً ﻭﻓﻠﺴﻔﻴﺎً ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺎً، ﻭﻳﻜﺸﻒ ﺯﻳﻔﻬﺎ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ، ﻭﻣﺎ ﺗﺨﺘﺰﻥ ﻣﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮﺍﺕ ﻟﻠﻌﻨﻒ 
ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ، ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ. 
ﻭﺍﻟﻌﻨﻒ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ "ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻻﺳﻤﻲ"، ﻛﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍً ﻟﻠﺘﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ 
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻧﻜﺒﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﺰﻭﺓ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ. ﻭﻧﻜﺒﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻭﻣﺤﻮ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻋﺒﺮ 
ﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ، ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ: "ﻣﺘﻼﺯﻣﺔ 
ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻮﺱ ﻭﺗﻨﻘﻴﺐ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ: ﺟﻴﻨﻴﺎﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ". 
ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎً. ﻭﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺮﺕ ﻓﻲ 9 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ 
ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻮﻓﺎﺗﻪ، ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺻﻮﻍ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ. 
ﻓﺎﻷﺩﺏ، ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺘﺮﺏ ﺇﻧﺴﺎﻧﻲ ﺷﺎﻣﻞ، ﻫﻮ ﺃﺭﺽ ﻣﻮﺍﺯﻳﺔ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺪﻭﺭ 
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﺸﺄﻥ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﻴﺎﺱ ﺧﻮﺭﻱ: "ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺩﺭﻭﻳﺶ، ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺳﺆﺍﻝ 
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ". 
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻟﺠﻮﺭﺝ ﻗﺮﻡ ﻭﺣﺴﻴﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻭﺳﺎﺭﻱ ﺣﻨﻔﻲ ﻭﺳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ، ﻭﻣﻠﻔﺎً ﻋﻦ 
ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ، ﻭﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋُﻘﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﺠﻠﺲ 
ﺃﻣﻨﺎء ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ 20 ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ/ﻳﻮﻧﻴﻮ 2010، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺿﺎءﺍﺕ 
ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ، ﻭﻗﺮﺍءﺍﺕ ﺗﺴﺘﻄﻠﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ. ﻛﻤﺎ ﻳﻀﻢ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﺛﻘﺎﻓﻴﺎً 
ﻫﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺛﺎﺑﺖ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ "ﻓﺼﻠﻴﺎﺕ"، ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ 
ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ. ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺍﺣﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎً ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎً، ﻭﻗﺮﺍءﺍﺕ ﻭﻭﺛﺎﺋﻖ. 
ﻳﺼﺮ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺮﻧﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎء ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻫﻮﺳﺎً ﺑﺎﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﺄﺑﻴﺪ 
ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺃﻳﻀﺎً، ﻭﺍﺳﺘﻨﺰﺍﻑ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﺒﺮ "ﺗﻨﺎﺯﻻﺕ"، ﻣﻦ ﺟﻮﻟﺔ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃُﺧﺮﻯ. ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺸﺎﻩ ﺃﻱ 
ﻣﺮﺍﻗﺐ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ، ﻫﻮ ﺃﻻّ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﻠﻰ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، 
ﻭﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ، ﺳﻮﻯ ﻓﺮﺻﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻤﺎﻃﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻭﺗﺒﺪﻳﺪﺍً ﻟﻠﻮﻗﺖ 
ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﺴﺘﻜﻤﻞ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺗﻮﺳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺱ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻭﺗﻔﺮﺽ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻴﻪ "ﺣﻘﺎﺋﻖ 
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ" ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺗﺴﻮﻳﺔ. 
ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﻮﺍﺯﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ 
ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻭﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، ﻭ"ﺍﻟﺨﻮﺍﻑ" ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ، ﻓﺈﻥ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻑ 
ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺎً، ﻭﻣﺘﺸﺒﺜﺎً ﺑﺎﻟﺜﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، ﻭﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﻧﻀﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ، ﻭﻣﺪﻋﻮﻣﺎً ﺑﺜﻘﺔ 
ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻭﺇﺟﻤﺎﻉ ﻓﺌﺎﺗﻪ، ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻻّ ﺇﺿﺎﻋﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﺗﺴﻤﺢ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩ ﻣﺨﺎﺭﺝ ﻟﻔﻈﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ 
ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ. 
ﻭﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺷﺒﻪ ﻣﺮﻏﻤﺔ، ﻭﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ ﺟﺎءﺗﻬﺎ 
ﺑﻠﺴﺎﻧﻴﻦ. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ، ﻳُﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻜﺲ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺑﺄﻥ 
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺪﺭﺓ 
ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺑﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ 
ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ. 
ﻭﺣﺪﻩ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣَﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ، ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻧﻀﺎﻟﻪ، ﻭﺇﺑﺪﺍﻋﺎﺕ 
ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺣﻴﺔ، ﺷﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﺮﻛﺰﻳﺘﻬﺎ ﻭﻭﺣﺪﺗﻬﺎ، ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺒﺎﺋﺲ، ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻗﻀﻴﺔ 2
ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻘﻴﺎﺳﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ.





ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﺒﺎﺩ 
ﺟﺎءﻧﺎ، ﻭﺍﻟﻌﺪﺩ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ، ﻧﺒﺄ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺤﻴﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﺒﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﺑﻌﺪ ﺻﺮﺍﻉ ﻣﻊ 
ﺍﻟﻤﺮﺽ. ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻤﻢ "ﺍﻟﻤﺎﻛﻴﺖ" ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺯﻣﻴﻼً ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻣُﻌﻠﻤﺎً 
ﻭﻋﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﺭ ﻓﻦ ﺍﻟﻐﺮﺍﻓﻴﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺭﺳﺎﻡ ﻛﺎﺭﻳﻜﺘﻮﺭ ﻭﻣﺼﻤﻢ ﺃﻏﻠﻔﺔ، ﻭﺭﺍﺋﺪﺍً ﻓﻲ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺃﺩﺏ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻄﻔﻞ 
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻳﻀﺎً. 
ﺟﺎء ﺍﻟﻠﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻛﻲ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻭﺭﺷﺔ "ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ"، ﻭﻗﺪ ﺣﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ "ﺭﻭﺯ 
ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ"، ﻧﺒﺾ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻔﻦ ﻭﺍﻟﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﺨﻂ ﻭﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﺭﺗﺴﻢ ﺃﻓﻖ ﺟﺪﻳﺪ 
ﻹﺑﺪﺍﻉ ﺃﺩﺏ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺣﻤﻞ ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﻠﺒﺎﺩ ﻭﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. 
ﻛﺎﻥ ﻣﺒﺪﻋﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء، ﻛﺘﺐ ﻭﺭﺳﻢ ﻭﺻﻤﻢ، ﻭﻧﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻘﻲ ﺣﺘﻰ ﻟﺤﻈﺎﺗﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻃﻔﻼً ﻳﻜﺘﺸﻒ 
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻛﻲ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻀﺎء ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﺍﺛﺔ. ﺍﺧﺘﺮﻉ ﺣﺮﻭﻓﺎً، 
ﻭﺭﺳﻢ ﻧﻘﺪﺍً ﻻﺫﻋﺎً ﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻘﻤﻊ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎً ﻭﻧﺒﻴﻼً ﻭﻓﻨﺎﻧﺎً. 
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ ﺳﻨﻘﺪﻡ ﻗﺮﺍءﺓ ﻟﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻠﺒﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ.